الثلاثاء، 17 يناير 2017

خمسة شهداء وعشرات الكؤوس ... نادي عيبال محطة تضحية يملؤها الانجاز


كتب : معاوية نصار





عند دخولك الى مدينة نابلس في جولة سياحية , اسأل المارة عن شارع المدارس ، وتانى قليلا في جولتك هناك بالتحديد ، توقف على مفترق الاشارة واتجه الى الجانب الايسر للشارع ، نعم الى ذلك المبنى تحديدا ، يحمل اسما ،يحمل جبلا ، اجيالا ، نضالات ، والاف صيحات الفرح بالفوز ، المركز الاول او الثاني وربما الثالث.



يضيق المبنى كثيرا على ما قدمه ابناءه خلال ما يقارب الستة عقود ، لا تتعجب عند دخولك المبنى فالياسر في استقبالك ، رسمة مزخرفة على امتداد الحائط جنبا الى جنب مع شعار النادي، في الغرفة المجاورة كان اللقاء الذي امتد ما يزيد على ساعتين ونصف بقليل ، وعلى راسه امين السر لنادي عيبال الرياضي فادي عبدو , وعضور الهيئة الادارية والمدرب مازن الدنبق ، مساعد المدرب شاهر البيطار ، هذه الاسماء التي تبدو في ظاهرها عادية مكررة لكنها ليست كذلك ابدا .
اصابت وحدة رصد الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية هدفها جيدا باختيار نادي عيبال ليكون موسوعة نضالية وبؤرة شبابية ناشطة منذ تأسيسه ، حوار ليس بقصير بدأته مسؤولة وحدة رصد الخروقات في مجلس الشمال بيان القدومي ، واكمله الاعلامي في مجلس الشمال للشباب والرياضة معاوية نصار ورافقهم محمد خنفر وحمزة ابو زنط من دائرة الاندية.

انطلق امين سر النادي فادي عبده في مسيرته الرياضية كلاعب لكرة اليد في منتخب الجامعة ، تتلمذ خلال تلك الفترة على اخلاق الرياضة الوطنية الفلسطينية وتنقل بين البطولات والانجازات التي ملأت حياته الى اليوم الذي انسلخ فيه الرياضي الحر عن واقعه الى رياضي يمارس ( العقلة وتمارين المشي السريع واحيانا قليلة كرة السلة ) بين جدران غليظة تعمد صانعها ان يجعلها ضخمة بما يكفي لقتل احلام الشبان الفلسطينيين وطموحاتهم.
تجربة اعقالية زاخرة ، توزعت على ست مرات وبمجموع يعادل سبع سنوات  تناول خلاها عبدو جرعات متفاوتة من التحقيق في اقبية سجون الاحتلال ، عبدو الرياضي يفقد لياقته ولا يتوقف ، رصاصة تخترق يده ويعود الى عيبال الذي احتضنه باصرار قل نظيره ، يترشح لهيئته الادارية ويفوز بامين صندوق النادي دون منازع .
يسترسل عبدو خلال اللقاء ويتحدث عن تجاربه الرياضية فلا يخلو حاجز في الضفة ثابتا او طيارا كما يسمى الا واوقفه خلال تنقلاته الرياضية، واحيانا كثيرة كانت الوقفة في الجورة التي تكون بجانب الحاجز تشكل نهاية رحلته الرياضية لذلك اليوم .
 اما في ما يخص انشطة النادي فبدأت في عام 1959 وما زالت تتوالى وتتعاظم حتى اللحظة ، فلا تستغرب عندما ترى كأس شهداء الحركة العمالية الفلسطينية بين انجازات النادي والاجمل من ذلك ان هذا الكأس جاء من شق الوطن البعيد القريب ، من غزة ومن على اراضي نادي خدمات البريج تحديدا، كؤوس كثيرة ، دورع وميداليات كانت محطات لامعة في تاريخ النادي وانجازه.
نادي عيبال اللذي كان يقبع في شارع حطين حتى عام 2002 انتقل من هناك الى الجبل الشمالي بعد صواريخ عدة استهدف فيها الاحتلال مبناه ليسكت نبض الرياضة الفلسطينية ولكن هيهات هيهات ، مرة اخرى ونادي عيبال ايضا يفقد مبناه في العام 2007بعد سلسلة من القذائف الحاقدة تحول فيها النادي الى كومة من الحجارة بما فيه من معدات وبطولات وانجازات ليستقر بعد ذلك في مبناه الحالي في شارع المدارس  .
ايقن الاحتلال ان لا جدوى من الهدم فكانت الملاحقة ومنع التنقل هي الخطوة التالية ، ولم تنجح ايضا ، الاستهداف المباشر وقتل اللاعبين بدم بارد خطوة اخرى حاول فيها الاحتلال دحر صمود النادي فاستشهد خمسة من لاعبيه على فترات متفرقة واصيب ما يزيد على احد عشر شابا اخر في انحاء مختلفة من اجسادهم ،اما الاسرى، فلا حصر لهم .
ويقف النادي مجددا وحتى مصابيه  يقفون رغم انف الاحتلال بفريق جديد لذوي الاعاقة ينشط في النادي ويبدأ باكتساب البطولات ويكمل مسيرة النادي الوطنية ، خطة جديدة لتوسعة النادي ، و40,000 دولار لتجهزي ملعب مشترك للنادي والمدرسة المحاذية له، 80 لاعبا لكمال الاجسام ، 5 لاعبين ابطالا في تنس الطاولة ، المرتبة الثانية في كرة اليد ، فريق منافس في كرة السلة، فريقا للفتياة في كرة السلة، 50 شابا وفتاة يحملون اسم النادي في لجنة للعمل التطوعي  ... .المستقبل ايضا يبدو واعدا بحسب مخططات الهيئة الادارية للنادي فهناك تجهيزلقاعة كبيرة متعددة الاغراض ، ورياضا للاطفال ، تعشيب الملعب ، صالة مغلقة ،وتشطيب الطابق الاول من مبنى النادي ، بالاضافة الى مشاريع استثمارية يسعى النادي من خلالها الى الاعتماد على ذاته وتمويل نفسه بشكل مستدام حتى يحافظ على مصادر دخل ثابتة ومستمرة لخدمة ابنائه ومجتمعه على حد قول امين سره فادي عبدو.
تاسس نادي عيبال الرياضي في عام  1959 ،وانتصر خلال مسيرته الرياضية على كافة المعيقات التي معظمها كان بسبب الاحتلال ، وييمتلك النادي الان مبنى بالاضافة الى ملعب ، ويعد نائب رئيس ملتقى رجال الاعمال الفلسطيني ناصر الصوالحي رئيسا فخريا للنادي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق