الأحد، 8 يناير 2017

(النور) يخرج من ازقة مخيم الفارعة

بقلم : معاوية نصار



حارة من نور، هذا ما يمكننا ان نسميه للمبادرة الاكبر وهي انشاء حارة فكرية نموذجية, واين؟ انه المخيم الذي انطلقوا منه... اطارات المركبات التالفة معلقة على الجدران بالوان زاهية, ياسر عرفات, ابو جهاد يرحبون بمن يدخل الحارة في رسومات جدارية, وام كلثوم وعبد الحليم حافظ يشعلون الحب في قلوب المارة اما الشرفات فالورد يتدلى منها ليعطي حارة النور مزيدا من الامل.


كيف يمكنني ان احافظ على الحارة؟ يقول فارس إسكندر صاحب الفكرة: لقد اشركت اهالي المخيم في العمل فالرسومات والورود هم من يحضرونها ،وهم  ايضا من يرويها حبا واملا بالمستقبل الاجمل فبذلك اضمن انهم ذاتهم سيكونون الاحرص على حمايتها وبقائها.
النور لا يأتي الا من الازقة، يصف الشاب اسكندر لحظات الانطلاق الاولى: كنت اشعر بالحزن الشديد على ما يحصل داخل المخيم من احباط، ومشاكل بين الافراد، وفي هذه اللحظة قررت ان يكون لي دور في التغيير ومن هنا بدأت افكر بالطريقة ولمن علي ان أتوجه؟

اي شاب مستهدف، الشرط الوحيد ان يكون لديه قابلية لان يقدم لمخيمه، لم تستغرق العملية طويلا فالخير وحب الوطن يسري في دماء كل فلسطيني فكيف بالذين سكن الوطن قلوبهم كما سكن حارات الوطن الصغير؟
 15 شابا تجمعوا اول مرة لعرض افكارهم، وهنا كان الاسم (نور من الازقة) يخرج  النور الى النور وينطلق اول نشاط وكان ترميم بيت في المخيم..

تقسيم المهام كان ضروريا فهذا يجمع الاموال من اهل الخير والاخر يذهب الى الامن الوطني ليطلب عونه وثالث يتوجه الى لجنة الخدمات، وليس بالمصادفة ان يستجيب الكل بشكل سريع ويتم توفير ما يقارب 50 الف شيكل لاتمام العمل على اكمل وجه.

النشاط الاول كان دافعا الى ما بعده فالمجموعة تكبر وجامعة النجاح تحتضنها ويصل العدد الى 500 متطوع ما يزيد على نصفهم من الاناث وما ميزهم اكثر كونهم من كافة انحاء الوطن، وحتى ابناء الداخل الفلسطيني حجزوا مكانهم بفاعليه داخل المجموعة.

الاعمال التطوعية تتوالى، هنا يرممون بيتا وهناك يرسمون على جدران مدرسة واخرون يشكلون مجموعة غنائية ستغرد افواههم في ايام مقبلة، المجموعة لا تحصر نفسها في شيئ.

يقول اسكندر المؤسس ورئيس هيكلية المجموعة عندما علموا ان الشاعرة اسراء صوالحة الحاصلة على المرتبة الاولى في القاء الشعر على مستوى الضفة الغربية لعام 2013 بحاجة الى دعمهم ليرى شعرها نورا مما جاءوا به، فكانت المبادرة لجمع ابياتها بين دفتي كتاب ولو بعدد نسخ قليلة.

مجموعة نور من الازقة تنطلق الان في جامعات الوطن بقاعدة جماهيرية عريضة، ويعد اسكندر اوراقه للتوجه الى المؤسسات الحكومية المختصة لتصبح المجموعة جمعيه قانونية معترف بها رسميا، وهذا ما برره فارس بان مشاكل التمويل يمكن ان يتم حلها بهذه الخطوة وكذلك هناك عقبات بالتنسيق أحيانا، لان المجموعة تحتاج الى كتب رسميه في تعاملاتها، وهكذا يمكننا ان نتخطى كافة العقبات لنصل الى فلسطين، كل فلسطين، بتجاربنا ونجاحاتنا التي نرى بانها يمكن ان تضيف ولو شيئ بسيط الى الامل الذي غاب ويغيب عن الشارع الفلسطيني.

على بعد 17 كيلو مترا شمال شرق مدينة نابلس يقع تجمع ينبض بالعودة، يدق ابواب الحب والحرب بشكل شبه يومي، واكب الاحداث الفلسطينية تباعا منذ النكبة مرورا بالنكسة والانتفاضتين الاولى والثانية وصولا الى يومنا الحاضر.

انغمس شباب مخيم الفارعة كباقي شباب الوطن في العمل الوطني ابان الاجتياحات فقدم الشهداء والقادة الذين سطروا بدمائهم بطولات يشهد لها القاصي والداني, وبالتوازي مع ذلك كان للمخيم وشبابه حياتهم اليومية التي يعتاشون منها, فالمساحات الزراعيه الشاسعة لمحافظة طوباس وتوفر المياه كان دافعا للانجذاب الى الاعمال الزراعية والحقلية بشكل اساسي، بالاضافة الى الاعمال الحرة من البيع والحرف اليدوية والعمل في الداخل الفلسطيني المحتل.


يعاني المخيم نتيجة للاستهداف الاسرائيلي المستمر من مشاكل وضغوط نفسية جمة، فالشوارع بحاجة الى صيانة مستمرة، النفايات تتكدس نتيجة اضرابات وكالة الغوث والمرافق الترفيهية معدمة.


هناك 5 تعليقات:

  1. كان بإمكان الكاتب أن يتحرى الدقة في المعلومات بشكل أفضل من ذلك.
    17 كيلو متر شمال شرق مدينة نابلس أم 3-4 كيلو مترات جنوب مدينة طوباس؟
    بالتوفيق

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لملاحظتك سيتم الاخذ بها في المرات المقبلة

      حذف
  2. بالتوفيق الكم وان شاء الله بتستمرو .. الصوره رائعه وبتعكس كمية البساطة والجمال الموجوده بكل روح لاجئه فلسطينية

    ردحذف