الجمعة، 20 يناير 2017

المشهد الأخير

بقلم: لما أبو زينة



ثلاثة مقاعد متجاورة، احتل ثانيها جسد ممدد بارتياح يلفظ أنفاسه على مهل فأصابع يده كاملة، لم يسبق له أن فقد إحداها يوماً، أو سقط حرف من اسمه خلسة، يسترق النظر إلى الكرسي المحاذي بارتياب ويلقي لك بعض الإيماءات ليخبرك على مهل أنك خسرت، هزمت، أو ضعفت بما أصبح بإمكانه أن يستقوي به الآن.

لكنك في الجانب الآخر تدرك أن القوة المقابلة زائلة وأن اختلاف الأسباب لن يعطي للواقع فرصة الانتفاء، وأن ما عليك فعله الانتظار لكي يحدث ذلك، لن تحرك ساكناً على الرغم من أنك تحمل في يدك الرقم الأخير من تلك اللعبة الذي بإمكانه أن يهدم ما سبق، يتبدل الأمر قليلاً تبقى المقاعد متجاورة لم تنقص منها واحدة يتبدل مكانك فيها حتماً تتغير الأدوار.

 لكنك لم تختر المنتصف ولا أي من الجانبين، تقف بعيداً بصمت ترقب المشهد الأخير يخسر الطرفان وتبقى المقاعد فارغة إلا من شخص واحد أحاك اللعبة وأحكم قوانينها لكنه أخطأ بفقد الرقم الأهم ليتم الوفاق حول نفسه فأضحى خاسراً وحيداً لا يملك سوى مقعدين فارغين وخواء تام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق