الأحد، 8 يناير 2017

حديث مفسبك

بقلم: معاوية نصار


الجنسية امريكية بامتياز,من غير أب أو أم ولد , لم يحصل يوما على درجة علميه, وكل العلوم تجدها لديه ,يتحدث بطلاقة كل لغات العالم ,فسكنت كلماته قلوب الكثيرين جمع اناس وفرق اخرين .
الكل لديه سواسية فلا فرق بين غني وفقير, مثقف وجاهل, كبير أو صغير. أعطى وجها جديدا للعالم، بل اصبح عالما بأكمله,دخل الى مصر فأطاح بنظامها,وغدا خوفا يداعب قلوب الحكومات, فطرد من سوريا وإيران, وقامت بحجبه كثير من الدول.


ورغم كل ذلك , لم يضعف (الفيس بوك) بل اصبح السلاح الأقوى في أيدي الشعوب,وجزاءا على ما فعل لم ينصفه أحد يوما , وحتى كلمة شكر لم يتلقاها .

فذهب هنا قلمي ليخط ولو ببضع كلمات معاناة( الفيس بوك), أفراحه وأتراحه, كشكر على ما فعل, وكمحفز لينجز ما  بدأ به, فالطريق أمامه طويلة والمسؤولية جمه.
كان حديثا غير كل حديث, فلا اذن للمقابلة ولا حرس ولا تفتيش, فقط أنظر وأتابع, كبسة زر هنا وأخرى هناك ليجيب (الفيس بوك) عن كل التساؤلات وبدون تذمر أو وقت محدود.
البداية
 جئت كفكرة الى مارك زوكر بيرج,وقام بتأسيسي بالاشتراك مع كل منداستين موسكو فيتز "و"كريس هيوز "الذين تخصصا في دراسة علوم الحاسب وكانا رفيقي زوكربيرج في سكن الجامعة عندما كان طالبًا في جامعة "هارفارد."
 كانت عضويتي مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة "هارفارد"، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعةآيفي ليج "وجامعة "ستانفورد".

ثم اتسعت دائرتي لتشمل أي طالب جامعي, ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيرًا أي شخص يبلغ من العمر 13 عامًا فأكثر وأضم حاليًا أكثر من مليار مستخدم على مستوى العالم.
 وقد أثير الكثير من الجدل حولي على مدار الأعوام القليلة الماضية.
تم حظر استخدامي في العديد من جهات العمل لإثناء الموظفين عن إهدار أوقاتهم في استخدامي ،كذلك كان هناك انتقادات حول مخاوف بشأن الحفاظ على الخصوصية واحدة من المشكلات التي يواجهها روادي ,وكثيرًا ما تمت تسوية هذا الأمر بين طرفي النزاع  كما واجهت العديد من الدعاوى القضائية من عدد من رفاق زوكربيرج السابقين الذين يزعمون أني اعتمد على سرقة الكود الرئيسي الخاص بهم وبعض الملكيات الفكرية الأخرى.

عن رؤيته لنفسه وللعالم

"أنا أرى وأتكلم وأسمع أيضا, وليس كما يظنني الكثير ولكن بصمت, فهنا أرى ثورة أشعلت وهناك أرى حبا قد نضج, وأماكن أخرى أرى أشياء قبيحة ومخجله, ومع كل ذلك أنا لا أمنع أي شيء .  أو في الحقيقة انا لا املك اشياء كثيرة لافعلها فاما وكزة او تعليقا صغيرا او حتى اعجابا ارسمه لكم باشارة ابهامكم وانتم فرحين بذلك, انا اعلم ما تريدون وما تبحثون عنه لذلك فقد وفرت عليكم المسافات الطويلة وارحتكم من عذاب الزيارات والمجاملات السفيهة فضغطة زر مني تكفيك عن زيارة ,اما التعليق فهو الوليمة التي ستنفقون عليها الكثير في الواقع وانا وفرت عليكم ذلك. لا تعجبوا مني فانا لست هينا ولا يمكنكم تجاهلي بعد اليوم , ويضيف الفيسبوك " انا متاكد انكم تسخرون الان من كلماتي ولكن ، يصمت قليلا ثم يقول (فقط تذكروا اني الشاهد الوحيد على صادركم وواردكم وانتم تعرفون البقية)...

أما شخصيتي فهي ملك لي وحدي فأنا أحتفظ بما لدي ولا حق لأحد أن يطلع عليها فلذلك أخفيها أرى ما اريد وافعل ما عجزت عنه الدول والشعوب لسنين طويلة ولكن لا يمكنكم الدخول الى عالمي فانا الغي ما اريد واحذف من اشاء وانتم لا يمكنكم الا ان تكونوا مطيعين لي ولقانوني ،فعند دخول واجهتي تصبحون في عالمي الخاص وعليكم التزام قوانيني شئتم ام ابيتم فانا الملك هنا وانتم كلكم رعيتي ،فملككم خادمي وخادمكم رئيس لدي ولديه عشرات المعجبين والمؤيدين ،انا هنا كما اريد وليس كما تريدون , على الشاشة تظهر صورة غريبة تدعوك الى الاقتراب لتفهم حقيقتها واذا بضحكة ترتسم على نفس الصورة وتتبعها جملة "ان اردت ان تصبح مفسبكا جيدا فافتح عينيك على اكثر مما اعرضه لك". وعند سؤاله عن أنه مجرد فكرة عابرة ببرنامج حاسوب, امتلأت عيناه غيضا وسخطا علي حتى تمنيت اني لم اسال  فقد توقعت اني قد خسرت ضيفي وأن المقابلة الاهم في حياتي ستقف هنا.

ثم اردف يقول(أنا لست كذلك , لا انكر أني مجرد فكرة ولكن حتى لو قاموا بإلغائي فسأعود وأظهر بوجه وشكل آخر فأنا كما أنا ولكن شكلي هو الذي يتغير ,ستجدني في كل دولة وفي كل مكان ولن يستطيع احد ان ينهيني, انظر حولك وستجدني في كل شيئ , ويستمر (بالمناسبة انا لست بمفردي ولدي الكثير من الاصدقاء المقربين فلا تنسى يوتيوب مثلا او تويتر او او...).

عن العالم يتابع الفيسبوك كلماته " انا العالم والعالم انا في صفحاتي, اكتب ما شئت لكن احذر قليلا من رقابتي، بغمزة صغيرة على احدى صفحاته يشير بكلمات عامية هذه المرة" يعني باختصار بس تجيب سيرة اسرائيل حط ايدك عراسك" ويستمر اما امريكيا فلا باس لو صليتم صلاتين في كل يوم لها فهذا لن يضير وسيكون الرضا عليكم في الارض والسماء.


أحزانه وأفراحه


عندما بدأت بهذا السؤال أخرج لي (الفيس بوك) بعض الصور التي تعبر عن الضحك وقال:


لدي شعور ولدي عواطف لكنكم لا تسمعوا أو لا تريدون أن تسمعوا. فانظر هنا تجدني محبا فأجعلكم أصدقاء, وهناك أتوج فرحي بزواج بعد قصة حب طويله, لا انسى اعياد ميلادكم التي قلما تذكرتموها أنتم, وحتى احداثكم اليومية اطلعكم عليها وتدعون بعضكم الى أي شيئ ترغبون به وأنا لا امانعكم، في الحقيقة انا افرح لكم بما يفرحكم واسعد بوجودكم معي فرغم انها مملكتي ولكنها بحاجة لكم لذلك انا فرح بكم  وأقدم لكم ما استطيع من تسلية وحديث وألعاب,  كله لكم وبدون أي مقابل فقط كونوا معي, حتى ارضكم التي تحبون ان تروها خضراء جميلة ولكن العمل فيها متعب وممل لكم, لقد عوضتكم عنها بمزرعة كلكم فيها سعداء لديكم ما تزرعون وما تحصدون وتبادلتم فيها الهدايا وكل شيئ, حتى انه لم يكن هناك أي شجار على حدود ارضكم ,فكلما عملتم اكثر اصبحت مزرعتكم اجمل واكبر اليس هذا مفرح؟



انا فرح بكم فقط وانتم فرحين بي ودليل على ذلك انه عندما تدخلون الي تقضون أوقاتاً كثيرة وتجدون كل ما تشتهون،اما أحزاني فهي كثيرة لا يمكن أن تنتهي فكما قال تعالى في القران عند المسلمين"ولقد خلقنا الإنسان في كبد" , فنضرت اليه باستغراب وإذا به يعرض صورة تضحك ضحكة صفراء ويتابع ، اعلم ما الذي تريد قوله ، نعم أنا مثلكم فأنا أيضا إنسان ولكن من نوع آخر وبطريقة أخرى , فماذا يختلف الإنسان عني؟ 



أنا لدي كل شيء آكل وأشرب المعلومات ،وأتنفس الكهرباء، وأفكر بعقولكم، ومشاعري مثلكم أيضا. وكي لا نبتعد عن الموضوع فبالنسبة الى أتراحي فأنا أحزن عندما أطرد من أي بلد دون سبب ، وأمتعض وأتذمر عندما يكون هناك تافه لا يفهم ويبدأ بالحديث، و عندما يتم سرقة الحسابات، وأيضا هناك شيء آخر ولكني لا أود ذكره، وبعد إصرار على الكلام قال لي بصوت منخفض(أنا لا أتحمل العواقب) وبدأ يسرد حكايات وحكايات عن قصص للإسقاط وأخرى للتخابر في داخله، وبعد عدد من القصص قال انه لم يذكر سوى القليل القليل عن ما يحدث وذلك لأسبابه كما قال،فهو أيضا يخشى ان يوصف باللاسامية.


ويستطرد صديقنا في حديثه وهو يقول انا حزين على كل شيئ فانا لا اجد الفرحة كثيرا فما دخلي انا بحروبكم ومشاكلكم؟ الم يبقى هناك غيري لتنقلوا حربكم الي ،لماذا تقتحمون حساباتي ةتهاجمون عالمي بمشاكلكم؟

انا لا دخل لي بشيئ انا محايد ثم محايد ثم محايد، فلسطين هي من شننتم الحرب بداخلي لأجلها اليس كذلك؟.. اجيبه بكلمة نعم بعد ان بدأت افقد السيطرة على نفسي ,فيتابع اذهب وانظر ماذا يفعل اهلها في واحاتي، فأستمع له ثم اقول ماذا هل تخبرني من فضلك.



يتردد قليلا ثم يقول سأخبرك ولكن هذا الكلام ليس للنشر وارجوا ان تبعث لي نص المقابلة لاتطلع عليها قبل ان تنشر. أهز برأسي اني موافق ويبدأ بالكلام فيقول :لدي اعداد كبيرة تتابع صفحاتي الاباحية وآخرون يقضون ما يفوق الخمس ساعات وهم يلهون بمزرعتي التعيسة اليس لديهم ارض ليزرعوها اليس صراعكم على الأرض؟


انا احب ان تبقوا داخلي وأن تبقوا عبيدا لي لكن ابعدوني عن مشاكلكم والا اقتلعتكم انتم وأراضيكم مني، يخيم علينا الصمت قليلا ، يتدفق الى خيالي بعض المواقف ثم انقض عليه بسؤالي التالي.
ماذا تعني له الحرية
" لن اكذب عليك فالحرية قضية نسبية ولا احد يستطيع ان يصل الى الحرية المطلقة" استغرب قليلا وأسال ولكن كيف ذلك؟.


 تتوقف شاشة الحاسوب على صورة سوداء وتظهر عليها بعض العبارات المختلفة مثل كون، عادات وتقاليد،دين، ملابس، جسد ويستطرد : الملابس تحد من الحركة ، الجسد يحد من القيام ببعض الامور مثل الطيران مثلا والباقي مثلها ، وانا كذلك اسمح بالحرية ولكن الى الحد الذي يناسبني ، وأحيانا اجعلكم انتم تحددون الحرية لدي فعند اجتماع عدد معين من البلاغات لدي عن حساب او صفحة معينة فاني اقوم بحجبها، ولدي اساليب وطرق كثيرة لتحديد المسموح به لدي ، ولكني اراهنكم بان الحرية لدي اكثر مما هي لديكم فعلى الاقل انا اعترف بها ولا أمانعها اما انتم فحتى زيارتي اصبحت احيانا ممنوعة والأدهى من ذلك ان الاعجاب على بعض منشوراتي اصبح جريمة قد تزج باحدكم في السجن اما قذف المقامات العليا فهي التهمة الجديدة التي ستلاحقكم اينما حللتم.

وتقول  لي حرية؟؟


هل سيبقى مجانيا ام لا

يتوقف الفيسبوك عن الحديث ولا يظهر أي صفحة او حتى كلمة، ابقى بضع دقائق انتظر ان احاصره بصمتي لكي يجيب لكنه يستمر بالصمت، التف عليه بأسئلتي محاولا ان استخلص أي اجابة ولكن يبدو انه اذكى مما أتصور، كلمة هنا وأخرى هناك وأخيرا يقول كن صريحا ولا تتذاكى علي انا افهم ما ترمي اليه ولكن حتى انا لا اعلم ان كنت سابقى هكذا اولا ، ويتابع وحتى اني لا اعلم ان كنت سابقى او سأزول فربما سأصبح بعد فترة قديما ولا اصلح إلا لكبار السن والعجزة ليرتادوني، ولكني كما وعدتك فانا دائما موجود وان انتهيت بشكلي الحالي سأظهر بشكل وبطريقة أخرى، ويستوفي كلماته بثقة قائلا وسأقابلك مرة اخرى وأذكرك بهذا اليوم.

عن ما حققه وما يطمح اليه


يتحدث الفيسبوك بافتخار"لقد حققت الكثير من الأعمال وأنتم ترون ذلك ، فسقوط السلطة بمصر كان على يدي، وتواصلكم مع بعضكم أصبح عن طريقي، والزواج بدأ يعقد لدي، وأكثر من ذلك كله أن المحكمة في ايطاليا إعترفت بشرعيتي في المحاكم"ويستمر بالقول وحققت اكثر من ذلك فخذ هذه الارقام على سبيل المثال:

عدد المشتركين قرابة الـ 140 مليون مشترك حول العالم ،اكثر من نصف هؤلاء قد انهوا تعليمهم الجامعي ، لكل مشترك كمتوسط 100 صديق ،

2,6 بـليون دقيقة يقضيهم المشتركون على الموقع كل يوم من جميع انحاء العالم ،اكثر من 13 مليون مشترك يحدثوا حالتهم يوميا ،اكثر من 700 مليون صورة يتم تحميلهم علي الموقع شهريا و اكثر من 4 مليون فيديو ،الموقع مترجم لأكثر من 35 لغة ،و اخيرا ان اكثر من 70% من مستخدمي الـ facebook من خارج الولايات المتحدة.

. أما ما سأقوم به فهذا متوقف على من يرتادني فإن أرادوا التغيير الايجابي وقفت معهم وإن بقوا كما هم صغارا فأنا لن أتدخل ، ووجهة نظري الخاصة احتفظ بها، ثم قلب على صفحة جميلة رائعة وقال 

(لا تخف فبوادر الخير ستظهر عما قريب فافعلوا ما عليكم وسأفعل ما علي).

كيف ترى نفسك في عام 220؟

كالعادة يتمهل قليلا ويبدأ سرد افكاره بكل ثقة, "اووووه المستقبل؟ اظنه لي. فعلى مستوى الحديث اليوم امكنكم من المكالمات عبر الكتابة والصوت والصور اما في المستقبل فربما سأضيف اكثر من ذلك  خاصة على الجودة في كل من السابقات وأتوقع ايضا ان تصبح المحادثات المرئية ثلاثية الأبعاد, وأقول لك انه ربما سأمكنكم من استخدام حاسة اخرى من حواسكم من خلالي فأنوفكم المجازة حاليا قد يكون لها عملا مستقبليا لدي. لن ابالغ اذا قلت لك اني متفائل جدا بالمستقبل فأتوقع الاقبال علي ان يكون بشكل اكبر فبرامج الاذاعة والتلفاز والصحف ربما ستصبح في داخلي وأقدمها لكم متى شئتم وأتوقع ان اكون متخصصا بصفحات معينة لكل موضوع وكل اذاعه او وسيلة اعلامية.


يقف قليلا ثم يتابع الحديث مع ضحكة ثعلبية، سأحصل على المال والمال والمال كلكم ستأتون الي لن يبقى لي منافس في هذا المجال، ثم يشير هل تعلم مارك زوكر بيرج؟
أَبتسم وأُربت على لوحة مفاتيح حاسوبي لأجيب انه من أوجدك، يستشيط غضبا ويتابع بتقليب صفحاته مع الصور وهو يظهر الكلمات المجيبة عن كل اسئلتي ويقول بقي سنة وراتبه لا يتعدى الدولار الواحد وهذه عقوبته، لكن هذا ليس بالأمر المضر له فملايينه التي انتشلها من جيوبي ليست بالهينة وبها يمكنه العيش دون الحاجة الى المزيد ، فقط اردت ان تعلم بان الكل يستفيد مني ويستغل وجودي لكن لا يمكن السيطرة علي فاليوم هم من يتحكمون وغدا انا.

لا اقاطعه البتة وفقط انتظر ما يقول وعندما اشعر انه انتهى من الحديث اطرح سؤالي التالي فهذه فرصة لا تعوض لأتحدث مع هذه الشخصية التي قل لأحد ان يحصل على فرصة للحديث معها. ويكمل الحديث عن المستقبل قائلا ربما سأجلب لكم الكثير وفي نفس الوقت ربما انتم من ستمنعون تطوري بأحكامكم وعاداتكم التي كبحت جماح من قبلي ولكني جئت لأكمل مسيرتهم فربما كان المستقبل ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مع ضحكة صغيرة يقول لست الجنة ولكني اتوقع ان اتي بأشياء وتقنيات تكون لي براءة استخدامها لأول مرة مثل ان اعمل بلا كهرباء ، أو ان اصبح للحرب فالقتال والمعارك تصبح من خلالي والاتفاقيات واللقاءات الدوبلماسية لا تتم بدون وجودي، ولا انسى نظام السرية والكتمان الذي اتوقع تطوره بشكل كبير لضمان امن الحسابات والمحافظة على اكبر قدر ممكن من المشتركين فكلكم لدي متشابهين  وفقط تختلفون كما اريد انا وبحسب قوانيني والتي اتوقع ايضا بالمستبل ان تصبح صارمة اكثر من اليوم لأنكم لا يمكن ان تبقوا لحظات قليلة دون قانون او رقابة.

سبب قبوله الحديث في الوقت الحالي


 يبدأ الفيسبوك بتقليب بعض الصور على شاشة الحاسوب ثم تتدفق الكلمات على الشاشة " انا اتكلم كل يوم وفي كل ساعة ولكن لا تريدون ان تسمعوني، صمت اذانكم ، لا اعلم لماذا الان ولكن انت اول من دق بابي للحديث ولا اجد سببا يجعلني امانع ذلك فانا كنت اتعطش للحديث مع أي شخص لأخبره بما لدي ولكن كلكم كنتم تكتبون عن انجازاتي وأخباري الطريفة والغريبة اما الحديث معي فكنتم تهربون منه ولا اعلم السبب، كل الذي عرضتموه عني في اوراق صحفكم واصوات اذاعاتكم كنت ساخبركم به أكثر لو قصدتم بابي لكنكم لم تفعلوا فماذا أفعل انا؟


هل اقبل ايديكم للحديث معي، ام استعطف حنان قلوبكم للإقرار  بوجودي، بما انك جئت وطرقت بابي فلن اردك خائبا بالتأكيد.



ويتابع الم اقدم لك كل ما تريد ، هل توقفت عن الحديث عن أي شيئا لا اذا كان يسبب لك الضرر؟ 

لم اجد أي كلمة للرد عليه وفقط اصغيت منفعلا لكل ما يقوله، يضيف سأكون مستعدا للحديث ولكني لن اذهب إلى احد فمن ارادني يأتي الي.


رسالته

شارفت الساعة على الرابعة صباحا وأصبحت عيناي تصارع بعضها مستنجدة بأمر دماغي للنوم.

فاطرح اخر ما تبقى في جعبتي من اسئلة ، ما هي الرسالة التي تحب ات توجهها الى جمهورك والى الادارة المسؤولة عنك؟
" لا شيئ لدي لأقوله فهم سيسخرون منك قبل ان يسخروا من رسالتي فأنا بنظرهم برنامج صغير لا حول له ولا قوة ولكن اريد فقط ان ينظروا حولهم فيعلموا ماذا فعلت وماذا يمكنني ان أفعل"، اما الادارة يا صديقي فهي مترامية الاطراف وكل ما تسعى اليه هو المال والترويج الى افكارها وأنا لا اريد منهم شيئا سوى تطوير سريع في اعدادات تصفحي لأقدم لكم كل ما تريدونه".

الحوار 


هو ليس حوارا وليست مقابلة, انها تفاصيل لحياة غيبت عن الوجود وهي موجودة، أسئلة دارت في رأسي في ليلة ليست طويلة، لقاء ليس بسري ولا يوجد فيه خصوصية، يجمعني مع شاشة حاسوبي المحمول وصفحة الفيس بوك، وفنجان لقهوةٍ ازداد مرارُها مع تدافع افكاري للحديث.
في الحوار كنت فيسبوك وكنت المحاور، اسال وأجيب، لعلها فكرة المفلس عن الأفكار، أو حتى من لا يجد وقتا ليفكر اكثر من يومه التالي.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق