الخميس، 8 ديسمبر 2016

وفي تونس كان لقاؤنا... ما اطيب اللقيا بلا ميعاد

بقلم: معاوية نصار


عندما اغادر هذه الارض اعود مجددا وقد حملت لها في داخلي الاف القبل وعشرات التذكارات وقليلا من الامل.
لم اكن اعي جيدا ما عناه درويشنا عندما اتعبه حب تونس , فكيف يمكن لبقعة في كل هذا الكون ان تبقيك متيم بها سوى وطنك؟؟.


ساعات الاقلاع الطويلة كانت مملة بما يكفي لقيلولة مشتهاة على ارتفاع الاف الاقدام في سماء هذا العالم, دقائق الوصول الاولى كانت عادية جدا, تفتيش واختام, وقليل من الابتسامات, المشهد يتغير تدريجيا فوصول السفارة لاستقبالنا كانت بداية الخير, الوزارة ايضا كانت تنتظر وصول فلسطين ومشاركيها.

اسئلة سريعة وترحيب جيد قبل الانطلاق بالحافلة الى وجهة معلومة لهم اما لنا فلم تكن بعد.
استقبال اخر ووجوه مليئة بالفرح وغرف فندقية تشير الى جمال البلد وبساطته في ان واحد.

مجريات متتالية تنتفخ بالعلم ,المعرفة وحقيقة.. اقف الان عاجزا ان اصف لقائي الاول بالبحر , شدني كثيرا زميلي ورفيق سفري وهو يلوح بالهاتف يمينا ويسارا ملتقطا عشرات الصور التي ستحفر نفسها في ذاكرته وذاكرتي ايضا.

لن انسى محاولاتي اليائسة في فهم اللكنة التونسية , في العادة انا لا اذكر الاسماء فيما اكتب بل ابقيها لنفسي حفاظا على قدسية اشخاصها اما المرة فأكاد اجزم ان الاثم سيلاحقني طويلا لو تناسيت عمر, هذا الشاب الفلسطيني الذي حمل القضية الاف المرات فوق كاهله في مجالس الطلبه ومسيرات الشعب واحلام الحرية... عمر المثقف يعتصر بشكل شبه يومي الكتب التاريخيه بحثا عن المعلومة عن الفكر والمستقبل.

يا الهي كم اجتاحني تضارب المشاعر عندما شاهدت الدموع على فلسطين واهلها , كم كنت بائسا عندما جاء الي احدهم يطلب علما لفلسطين ووشاحا ولم استطع ان اقف عند حاجته بسبب نفاذ كل ما املك, وحتى حطة راسي فقد كانت من نصيب احدهم.

اتذكر الان اسامه... نعم ساذكر اسمه ايضا فهو من اصر على مرافقتنا حتى اخر لحظه بعد ان سحب من رصيد عينيه الالاف بل ربما عشرات الالاف من دموع الحب والحزن .. يمشي قليلا ويتوقف ليراقب خطواتنا من بعيد , يلوح بيده ويعود الى السير, يتوقف مجددا حتى نغيب نحن او يغيبه الزحام.

هل علي ايضا ان اذكر رانيا؟ التي اصرت ان تسجل حلقة اذاعية عن فلسطين واهلها؟ من علي ان انسى سماح التي ما تزال اسوراتها التي نقشت عليها اسمي واسم مخطوبتي تلتف حول يدي؟, سيف؟! كم اصر. على الجميع ان يكون البحر وجهتنا حتى يروي شوقي اليه ...

لن امر عن زملائي في الوفد الفلسطيني
ابو اسلام , محمد,مروة, سندس كنتم خير ممثل وخير سفراء لهذه الارض الطيبة ,ابهجتم طريقنا وكنتم منارات فلسطينية راقية تشع بالامل والاخلاق .

لم اكتفي بعد فالاسماء تتزاحم والمواقف تصطف ولم ينفذ حبر قلمي بعد لكني بحاجة الى وقت اطول وذاكرة اخرى حتى انصف من بقي من الاشخاص والاماكن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق